الحريري يختتم زيارته بالتاكيد على ضرورة دعم الحكومة العراقية ويدعو الى حضور عربي فاعل في العراق

الحريري يختتم زيارته بالتاكيد على ضرورة دعم الحكومة العراقية ويدعو الى حضور عربي فاعل في العراق


ايمن امين

في زيارة مفاجئة لم يتم الاعلان عنها وصل رئيس كتلة المستقبل النيابية اللبنانية سعد الحريري الى بغداد للقاء عدد من المسؤولين العراقيين. الحريري التقى برئيس الوزراء نوري المالكي ناقلا له التزام بلاده بدعم العملية السياسية والحكومة العراقية المنتخبة في البلاد وقد استمر اللقاء بين الطرفين زهاء الساعتين خرج على اثر ذلك الحريري برفقة المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ للادلاء بتصريحات في مؤتمر صحفي بمقر رئاسة الوزراء، والذي حضره موطني.
الدباغ اوضح ان المالكى اكد خلال اللقاء التزام بلاده بسياسة عدم التدخل بالشؤون الداخلية كما وان بلاده لا تسمح للاخرين بالتدخل في الشأن العراقي الداخلي، موضحا الى ان العراق ولبنان يربطهما الكثير من المشتركات اولهما انهما يسعيان الى ارساء دعائم الدولة المبنية على اساس الديمقراطية تحكمها المؤسسات، مشيدا بالعلاقات التاريخية التى تجمع البلدين، وقال "لقد اوضح رئيس الوزراء للسيد الحريري بان العراق يرغب في اقامة علاقات متوازنة وطبيعية مبنية على الاحترام المتبادل بين العراق وسائر الدول، مشددا على رغبة العراق الصادقة في التعامل بشكل متميز مع محيطه العربي وان العراق جزء من المنظومة العربية".
من جانبه اوضح السيد سعد الحريري الى ان الهدف من زيارته هو لدعم الحكومة العراقية وللتاكيد على ان نجاح التجربة الديمقراطية في العراق امر ضروري كما هو الحال في لبنان، مشيرا الى ان البلدين يواجهان تحديات مشتركة تتمثل بمحاولات اطراف ودول معروفة بالتدخل في شؤونهما الداخلية لانها لا تروق لها ولادة تجارب ديمقراطية في المنطقة مبنية على الاستحقاق الانتخابي، على حد وصفه، وقال "لقد سرنى كثيرا الطرح الذي يحمله دولة رئيس الوزراء المالكى للنهوض بواقع بلاده ونحن نشاطره الرؤيا في ذلك، فالعراق كما هو لبنان لا يمكن لهما ان ينهضا ما لم يتم التركيز على ملف البناء والاعمار كما اننى وباعتبار ان نصفي عراقي فاننى لن ادخر جهدا في تقديم اية خدمة للعراق".


المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء اوضح في تصريحات لموطنى ان النائب سعد الحريري اجتمع برئيس الوزراء نوري المالكي على انفراد وابلغه برسالة حملها من المسؤولين في المملكة العربية السعودية لتنشيط العلاقات بين العراق والسعودية وبانه على استعداد لتفعيل هذه المساعي.
وكانت العلاقات العراقية السعودية قد شهدت فتورا بعد اعتذار المملكة العربية السعودية لاستقبال رئيس الوزراء المالكي في زيارة كان ينوي القيام بها لعدد من دول المنطقة ارتأى ان يبتدأها في الرياض لما تمثل من ثقل كبير في المنطقة والوسط العربي الا ان الممانعة السعودية للزيارة اثارت استياء الحكومة العراقية.
في سياق متصل التقى رئيس مجلس النواب محمود المشهدانى ونائبيه برئيس كتلة المستقبل النيابية اللبنانية سعد الحريري بمنزله حيث استعرض الجانبان العلاقات الثنائية. المشهدانى اوضح في تصريحات صحفية عقب اللقاء ان زيارة الوفد اللبناني مهمة وان البلدين يتشاطران نفس الهموم تقريبا وقال "ان العراق استطاع ان يتجاوز الازمة الامنية والاحتراب الطائفي بمفرده دون مساعدة احد ونحن قد اكدنا للشيخ الحريري ان العراق يمثل البوابة الخلفية للامة العربية ونعتقد ان مشاركة الشركات العربية وبضمنها اللبنانية في حملة بناء واعمار العراق امر ضروري وهام."


الحريري اكد ان الشركات اللبنانية على استعداد تام للمشاركة في اعمار العراق وان زيارته جاءت لتنشيط الملف الاقتصادي ما بين البلدين.
كما والتقى الحريري برئيس الجمهورية جلال الطلبانى حيث شدد الاخير للوفد الزائر، وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي حصل موطنى على نسخة منه، ان العراق جزء لا يتجزء من المنظومة العربية وبانهم يسعون لبناء علاقات طيبة مع كافة دول الجوار، مشيدا بزيارة الشيخ سعد الحريري الى العراق.
واختتم الحريري زيارته الى العراق بزيارة الى محافظة النجف الاشرف التقى خلالها بالمرجع الديني علي السيستاني اعقب ذلك زيارة لمرقد الامام على ابن ابي طالب ومن ثم توجه الى مقر مؤسسة شهيد المحراب والتقى برئيس المؤسسة عمار الحكيم.


الحريري وخلال مؤتمر صحفي وجه الدعوة الى الشركات العربية الى الاستثمار في العراق داعيا في الوقت ذاته الدول العربية الى ان تتعامل بجدية اكثر مع العراق وان يكون هنالك حضور دبلوماسي وعربي في بغداد وان لا يسمحوا لدول اخرى ان تملأ الفراغ العربي في هذا البلد المهم.