تفسير قوله تعالى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل
لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} اي أن
المتقي يدفع الله عنه المضرة، بما يجعله له
من المخرج، ويجلب له من المنفعة، بما ييسره له من الرزق، والرزق اسم لكل ما يغتَذي
به الإنسان، وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة. وقد قال بعضهم: ما افتقر تقي قط،
قالوا: ولم؟ قال: لأن الله يقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ
مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} . وقول القائل: قد نري
من يتقي وهو محروم. ومن هو بخلاف ذلك وهو مرزوق. فجوابه:أن الآية اقتضت أن
المتقي يرزق من حيث لا يحتسب،ولم تدل على أن غير المتقي لا يرزق، بل لابد لكل مخلوق
من الرزق، قال الله تعالى:{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى
اللّهِ رِزْقُهَا} [هود:6] حتي إن ما يتناوله العبد من الحرام هو داخل في
هذا الرزق، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة، ويرزقون رزقا حسنًا، وقد لا يرزقون إلا
بتكلف، وأهل التقوي يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون،ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة،ولا
يكون خبيثًا، والتَّقِي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمَى من فضول
الدنيا، رحمة به وإحسانًا إليه،فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه، وتقديره
يكون رحمة لصاحبه. قال تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ
رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا}
[الفجر: 15 - 17] أي: ليس الأمر كذلك، فليس كل من وسع عليه رزقه يكون
مكرمًا، ولا كل من قُدِرَ عليه رزقه يكون مهانًا، بل قد يوسع عليه رزقه إملاء
واستدراجا، وقد يقدر عليه رزقه حماية وصيانة له، وضيق الرزق على عبد من أهل الدين
قد يكون لما له من ذنوب وخطايا، كما قال بعض السلف: إن العبد لَيحرَم الرزق
بالذنب يصيبه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أكثر الاستغفار جعل
الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب). وقد أخبر
الله تعالى أن الحسنات يذهِبن السيئات، والاستغفار سبب للرزق والنعمة، وأن المعاصي
سبب للمصائب والشدة، فقال تعالى:{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ
فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} إلى قوله: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود:1 3]، وقال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} إلى قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل
لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 12]، وقال تعالى:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}
[الجن: 16، 17]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ
وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن
كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]،وقال
تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ
إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}
[المائدة: 66]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]، وقال تعالى:
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ
إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ}[هود: 9]، وقال تعالى:{مَّا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}
[النساء: 79]، وقال تعالى:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن
قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[الأنعام:42، 43]. وقد أخبر الله تعالى في كتابه: أنه يبتلي عباده
بالحسنات والسيئات؛ فالحسنات هي النعم، والسيئات هي المصائب؛ ليكون العبد صَبَّارًا
شكورًا. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي
بيده! لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن
أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له)
)
لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} اي أن
المتقي يدفع الله عنه المضرة، بما يجعله له
من المخرج، ويجلب له من المنفعة، بما ييسره له من الرزق، والرزق اسم لكل ما يغتَذي
به الإنسان، وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة. وقد قال بعضهم: ما افتقر تقي قط،
قالوا: ولم؟ قال: لأن الله يقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ
مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} . وقول القائل: قد نري
من يتقي وهو محروم. ومن هو بخلاف ذلك وهو مرزوق. فجوابه:أن الآية اقتضت أن
المتقي يرزق من حيث لا يحتسب،ولم تدل على أن غير المتقي لا يرزق، بل لابد لكل مخلوق
من الرزق، قال الله تعالى:{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى
اللّهِ رِزْقُهَا} [هود:6] حتي إن ما يتناوله العبد من الحرام هو داخل في
هذا الرزق، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة، ويرزقون رزقا حسنًا، وقد لا يرزقون إلا
بتكلف، وأهل التقوي يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون،ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة،ولا
يكون خبيثًا، والتَّقِي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمَى من فضول
الدنيا، رحمة به وإحسانًا إليه،فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه، وتقديره
يكون رحمة لصاحبه. قال تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ
رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا}
[الفجر: 15 - 17] أي: ليس الأمر كذلك، فليس كل من وسع عليه رزقه يكون
مكرمًا، ولا كل من قُدِرَ عليه رزقه يكون مهانًا، بل قد يوسع عليه رزقه إملاء
واستدراجا، وقد يقدر عليه رزقه حماية وصيانة له، وضيق الرزق على عبد من أهل الدين
قد يكون لما له من ذنوب وخطايا، كما قال بعض السلف: إن العبد لَيحرَم الرزق
بالذنب يصيبه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أكثر الاستغفار جعل
الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب). وقد أخبر
الله تعالى أن الحسنات يذهِبن السيئات، والاستغفار سبب للرزق والنعمة، وأن المعاصي
سبب للمصائب والشدة، فقال تعالى:{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ
فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} إلى قوله: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود:1 3]، وقال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} إلى قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل
لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 12]، وقال تعالى:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}
[الجن: 16، 17]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ
وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن
كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]،وقال
تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ
إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}
[المائدة: 66]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]، وقال تعالى:
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ
إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ}[هود: 9]، وقال تعالى:{مَّا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ}
[النساء: 79]، وقال تعالى:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن
قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[الأنعام:42، 43]. وقد أخبر الله تعالى في كتابه: أنه يبتلي عباده
بالحسنات والسيئات؛ فالحسنات هي النعم، والسيئات هي المصائب؛ ليكون العبد صَبَّارًا
شكورًا. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي
بيده! لا يقضي الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن
أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له)
)
الإثنين 19 أغسطس 2013 - 23:54 من طرف sharkaawy
» إقتراح لإدارة المنتدى
الأربعاء 14 مارس 2012 - 5:22 من طرف maabreh_qi
» مازيمبى يكتسح الترجى.. ويهزمه ٥/صفر فى نهائى أبطال أفريقيا
الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 6:19 من طرف خالد
» بالصور , مدن تسبح في المياه عام 2100
الأحد 26 سبتمبر 2010 - 17:13 من طرف خالد
» مطابخ صغيرة لا تشغل حيزا كبيرا في المنـزل
السبت 18 سبتمبر 2010 - 10:49 من طرف خالد
» الأهلى يعبر هارتلاند إلى نصف نهائى دورى الأبطال الأفريقى
الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 8:21 من طرف خالد
» العذاب ليس له طبقة
الثلاثاء 7 سبتمبر 2010 - 11:42 من طرف خالد
» الأهلي يسافر إلي الجزائر صباح الخميس .. وحسن حمدي رئيسا للبعثة
الإثنين 9 أغسطس 2010 - 18:28 من طرف sharkaawy
» الوفد يعلن عن 125 مرشحًا في قائمته الأولية لانتخابات الشعب المقبلة
الإثنين 9 أغسطس 2010 - 18:20 من طرف sharkaawy